أحكام الوقف والابتداء

يُعد باب الوقف والابتداء من أهم أبواب التجويد التي يجب على قارئ القرآن أن يعرفها، لما له من أهمية بالغة في إيضاح المعاني القرآنية للسامع.

الوقف

• الوقف لغة: الحبس.
• اصطلاحاً: قطع الكلام عما بعده مقدراس التنفس مع نية مواصلة القراءة.
• ومما يُشبة الوقف:

1. السكت: وهو المنع في اللغة، وفي الاصطلاح: قطع الكلمة عما بعدها بغير تنفس مع نية استئناف القراءة. مثل: بلۜ ران.
2. القطع: وهو في اللغة: الإزالة، وفي الاصطلاح: قطع الكلمة عما بعدها مع التنفس بنية عدم استئناف القراءة، كما في آخر السورة.

الابتداء

الابتداء هو استئناف القراءة ومواصلتها بعد الوقف أو السكت أثناء القراءة.

أقسام الوقف

ينقسم الوقف باعتبار حاله إلى أربعة أقسام:

1. وقف اضطراري.
2. وقف انتظاري
3. وقف اختباري.
4. وقف اختياري

الوقف الاضطراري

هو ما يعرض للقارئ أثناء قراءته من انقطاع نفس أو سُعال أو عطاس أو نحو ذلك مما يقطع لأجله القراءة مضطراً.

ويجوز الوقوف على أي كلمة إذا دعت لذلك الضرورة.

ويكون الابتداء من الكلمة التي وقف عليها إذا صح الابتداء بها، وإلا يبدأ بما قبله بحيث يستقيم المعنى وتصح القراءة.

الوقف الانتظاري

الوقف على كلمة لبيان ما فيها من أحكام متعلقة بالقراءات، أو لبيان المقطوع والموصول ونحو ذلك.

الوقف الاختباري

الوقف على كلمة ليست محلاً للوقف، ولكن يكون الوقف لحاجة، كسؤال ممتحن، أو لإيضاح حكم من أحكام التجويد أو نحو ذلك.

الوقف الاختياري

ينقسم هذا النوع من الوقف إلى أربعة أقسام فرعية، وهي:

1. وقف تام.
2. وقف كافِ.
3. وقف حسن.
4. وقف قبيح.

الوقف التام

• الوقف على كلام تام غير متعلق بما بعده لفظاً ولا معنى.
• حكمه: جائز مع كون الوقف أولى من الوصل.
• رمزه في المصحف: علامة "قلي".
• مثل: الوقف على آخر الآية: " ملك يوم الدين "
• سُمي تاماً: لتمام الكلام بالوقف واستغنائه عما بعده.

الوقف الكافي

• الوقف على كلام تام يتعلق بما بعده لفظاً لا معنى.
• حكمه: جائز مع كون الوصل أولى من الوقف.
• رمزه في المصحف: علامة "صلي".
• مثل: الوقف على آخر الآية: " كل له قانتون "
• سُمي كافياً: للاكتفاء بالوقف واستغناء الكلام عما بعده.

الوقف الحسن

• الوقف على كلام تام متعلق بما بعده لفظاً ومعنى.
• حكمه: حسن، أي يحسن الوقوف عليه والابتداء بما بعده، بل هو سنة عند الوقوف على رؤوس الآيات كما في حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية… إلى آخر الحديث.
• مثل: الوقوف على العالمين من قوله تعالى: " الحمد لله رب العالمين "

الوقف القبيح

• الوقف على كلام لا يتم المعنى بالوقف عليه، ولا ينقطع عما بعده كالوقف على الفعل دون الفاعل أو المبتدأ دون الخبر.
• حكمه: هو وقف قبيح ولا يصح الوقف عليها إلا لضرورة كما في الوقف الضروري لانقطاع النفس ونحو ذلك مما يضطر معه القارئ لقطع القراءة.
• وإن اضطر القارئ للوقف، فيبدأ بالكلمة التي وقف عليها إن صح الابتداء بها، وإلا يبدأ بما قبلها.
• مثل: الوقف على يستحي من قوله تعالى: " إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة ".
• فمن وقف على مثل هذا من غير ضرورة فهو آثم.

ومما سبق ننبه على:

• الوقف على رؤوس الآيات سُنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم يثاب عليها القارئ.
• الوقف على مواضع الوقف القبيح لا يجوز إلا لضرورة كما بيننا، فمن وقف لغير ضرورة فقد وقع في الإثم.
• عند الوقف أو السكت على موضع يصح الابتداء به فللقارئ أن يبدأ به، أما إذا لم يصح الابتداء به فيبدأ بما قبله.