خطبه عن حسن الخلق للشيخ أبوسفيان

                                           
                                            خطبه عن حسن الخلق للشيخ أبوسفيان

المقدمه

الحمدلله رب العالمين  نحمده حمدا ًًيليق بكماله وجلاله ونشكره على مزيد فضله وإحسانه فله الشكر إله الأولين 

والأخرين قيوم السموات والأرضين مالك يوم الدين لا فوز إلا فى طاعته ولا عز إلا فى التذلل لعظمته ولا غنى إلا فى 

الافتقار لرحمته إذا أطيع شكر وإذا عصى تاب وغفر وإذا دعى أجاب سبحانه لا يصفه الواصفون ولا يؤد حق شكره 

الحامدون بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له 

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد

فإن من أجمل ما يتصف به العبد هو حسن الخلق   والله عزوجل امرنا بذلك كما فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم قال 

(إتق الله حيثما كنت وأتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن)

وكانت دعوة النبى صلى الله عليه وسلم إلى التمسك بالأخلاق فقال (إنما بعثت لأتمم صالح الاخلاق)

والأخلاق هى صفه للنبى صلى الله عليه وسلم مدحه ربه فقال (وإنك لعلى خلق عظيم)

وسئلت عائشه رضى الله عنها عن خلق النبى قالت كان خلقه القران

وحسن الخلق دليل على كمال الايمان  قال صلى الله عليه وسلم  (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)

والأخلاق الفاضله لا بد أن تظهر على سلوك العبد عند تعامله  فما العبره بكثرة الصلاة والقيام وهو يؤذى جيرانه أو 

لسانه سليط  وفى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال  قيل للنبى صلى الله عليه وسلم  يا رسول الله إن فلانه تقوم 

الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذى جيرانها بلسانها فقال صلى الله عليه وسلم لا خير فيها هى من أهل النار قالوا 

وفلانه تصلى المكتوبه  وتصدق بأثوار(اى قطع من الاقط وهو اللبن الجامد) ولا تؤذى أحدا فقال رسول الله صلى الله 

عليه وسلم هى من أهل الجنه)

1- حسن الخلق عند النبى صلى الله عليه وسلم

قال تعالى لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنه

والله عزوجل  شهد له  بحسن أخلاقه فقال تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم)

ولما سئلت عائشه رضى الله عنها عن خلق النبى صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القران أى كان عاملا بأخلاق القران

 وادابه فاتصف النبى صلى الله عليه وسلم بجميع الصفات  ومكارم الأخلاق فأما عن عفوة فتقول عائشه رضى الله عنها 

 (لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا فى الاسواق ولا يجزى بالسيئه السيئه ولكن يعفو ويصفح)

وعن أنس رضى الله عنه قال كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجرانى *نوع من اللباس غليظ 

الحاشيه *فادركه أعرابى فجبذه بردائه جبذه شديده فنظرت إلى صفحه عاتق النبى صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها 

حاشيه البرد من شده جبذته ثم قال يا محمد مر لى من مال الله الذى عندك فالتفت اليه فضحك ثم امر له بعطاء)

وماذا قال فى فتح مكه قال إذهبوا فأنتم الطلقاء

ومن أخلاقه صلى الله عليه وسلم الجود والعطاء

فعن انس رضى الله عنه ان رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فاعطاه اياه فاتى قومه فقال اى 

قوم اسلموا فوالله إن محمدا ليعطى عطاء ما يخاف الفقر قال أنس رضى الله عنه وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا 

فما يسلم حتى يكون الأسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها)

ومن أخلاقه التواضع صلى الله عليه وسلم فكان فى مهنه أهله يخيط ثوبه  ويخصف نعله وكان لا يتكبر على أحد يمشى مع البنت الصغيره التى فى عقلها شىء وذهب لزياره جده أنس وصلى بالبيت وكان يمازح اصحابه  وهو الذى قال إن الله أوحى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد)

وقال لرجل أصابته رعدة فى فتح مكه إحتراما وتقديرا للنبى صلى الله عليه وسلم  (فقال له هون عليك إنما أنا إبن امراه  من قريش كانت تاكل القديد)

وأما عن وفائه صلى الله عليه وسلم

فى غزوة بدر لما لقى أبا حذيف اليمان ووالده رجالا مشركين وأخذوا العهد إن تركوهم ألا يقاتلوا مع النبى فاعطوهم 

العهد وأخبروا النبى بذلك ومع أن العهد مع مشركين وفى وقت القتال والحرب خدعه ماذا قال لهم النبى قال نفى لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم

وفى يوم فتح مكه لما أمر النبى بقتل سبعه من المشركين وقال لو وجدتموهم معلقين بأستار الكعبه  فاقتلوهم فجاءعثمان 

رضى الله عنه برجل إسمه عبدالله بن أبى السرح  وهو أخ له من الرضاعه وقال للنبى بايعه يا رسول الله  فسكت النبى 

حتى فى الثالثه بايعه ولما انصرف قال للصحابه أليس منكم رجل رشيد حينما رأيتمونى كففت يدى عن مبايعته فيقتله 

فقالوا يارسول الله ما ندرى ما فى نفسك ألا أومأت اإلينا بيعينك فقال صلى الله عليه وسلم  إنه لا ينبغى لنبى أن تكون له خائنه أعين)

2-ثمرات حسن الخلق

 1 -حسن  الخلق أثقل شىء فى ميزان العبد يوم القيامه

 إن أثقل شئ فى ميزان العبد هو حسن الخلق قال صلى الله عليه وسلم  (ما من شئ أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامه من حسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش البذئ)

وعن  أنس رضى الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  لقى أبا ذر فقال يا أباذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف 

على الظهر وأثقل فى فى الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت والذى نفس 

محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما)

2-حسن الخلق سبب لدخول الجنه

قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم بيت بربض الجنه لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت فى وسط الجنه لمن ترك 

الكذب وإن كان مازحا وببيت فى اعلى الجنه لمن حسن خلقه)

وعن أبى هريرة رضى الله عنه(سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن أكثر ما يدخل الناس الجنه فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال *الفم والفرج*)

3- محاسن الأخلاق سبب لمحبه النبى صلى الله عليه وسلم

قال صلى الله عليه وسلم ( إن من أحبكم إلىً وأقربكم منى مجلسا يوم القيامه أحاسنكم أخلاقا)

4-مضاعفه الأجر حتى يصل إلى درجه الصائم القائم

قال صلى الله عليه وسلم  (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجه الصائم القائم)

5- حسن الخلق سبب لحصول البركه فى العمر والديار

عن عائشه رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لها(إنه من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من  خير الدنيا والاخره

وصله الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان فى الاعمار)

أسال الله أن يحسن أخلاقنا وأن يوسع أرزاقنا إنه ولى ذلك والقادر عليه

لا تنسونا من الدعاء

أخيكم ابوسفيان