google-site-verification=pldzXERVkRfohJzamPFn1JRr1tjnm-gPAdZYwOPSc-Y غزوة حُنين… "وَيَوْمَ حُنَينِ إِذْ أَعْجَبَتُكُمْ كَثْرَتُكُم"

القائمة الرئيسية

الصفحات

غزوة حُنين… "وَيَوْمَ حُنَينِ إِذْ أَعْجَبَتُكُمْ كَثْرَتُكُم"

غزوة حنين,قصة غزوة حنين,حنين,غزوة,غزوة حنين كأنك تراها,غزوة حُنَين,قصة الرسول مع الانصار في غزوة حنين,معركة حنين,حنيني,يوم حنين,غزوة بدر,غنائم حنين,معركة حنين كأنك تراها,غزوات,فرار الصحابة يوم حنين

غزوة حُنين… "وَيَوْمَ حُنَينِ إِذْ أَعْجَبَتُكُمْ كَثْرَتُكُم"

سبب الغزوة

جاء فتح مكة كالصاعقة على العرب، وبوغتت القبائل المجاورة بالأمر الواقع، ولم يعاند إلا قلة من القبائل المتغطرسة مثل هوازن وثقيف وغيرهما من القبائل التي رأت في نفسها عزاً وأنفاً أن تقابل هذا الإنتصار بالخضوع والتسليم.


فاجتمعت عدة قبائل من هؤلاء وعلى رأسهم مالك بن عوف النصري، قرروا المسير لحرب المسلمين.

متى وقعت غزوة حنين؟

وقعت غزوة حنين في شوال من العام الثامن للهجرة أي بعد فتح مكة مباشرة.

تحرك العدو

لما أجمعت القبائل على الخروج لحرب المسلمين، أمر القائد مالك بن عوف الناسَ أن يخرجوا معهم نساءهم وعيالهم وأموالهم، فسار بهم حتى نزل بوادٍ اسمه أوطاس.

موقف دريد بن الصمة

كان مع القوم دريد بن الصمة، وهو حينئدٍ شيخ كبير مجرب للحروب، فقال: مالي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير، وبكاء الصبي وثغاء الشاة؟ قالوا: ساق مالك بن عوف مع الناس نساءهم وأموالهم وأبناءهم.


فدعا دريد مالكاً وسأله عما حمله على ذلك، فقال: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم، فقال: راعي ضأن والله، وهل يرد المنهزم شيئاً؟ إن كانت لك، لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك، فضحت في أهلك ومالك.


ثُم سأل عن البطون والرؤساء، ثم قال: يا مالك إنك لم تضع بتقديم بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئاً، ارفعهم إلى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم، ثم الق الصباة على بطون الخيل، فإذا كانت لك لحق بك من خلفك، وإذا كانت عليك ألفاك ذلك وقد أحرزت أهلك ومالك.


لكن مالكاً أبى وقال: والله لا أفعل، إنك قد كبرت وكبر عقلك، والله لتطيعني هوازن أو لأتكأن على سيفي فيخرج من ظهري.

عيون الاستكشاف

أرسل مالك بن عوف عيوناً لاستطلاع حال المسلمين، فعادوا مرتعبين وقد تفرقت أوصالهم، فقال: ويلكم، ما شأنكم؟ قالوا: رأينا رجالاً بيضاً على خيلٍ بلق، والله ما تماسكنا أن نرى ذلك.

خروج المسلمين لغزوة حنين

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة في يوم السبي وهو اليوم التاسع عشر من الفتح، وكان عدد الجيش اثنا عشر رجلاً، منهم الفين من مسلمي مكة حديثي الإسلام والباقون ممن خرجوا معه لفتح مكة، واستعار النبي ﷺ مائة درع بأداتها من صفوان بن أمية، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد.

عين الاستكشاف

بعث الرسول ﷺ أبا حدرد الأسلمي، وأمره أن يدخل في الناس، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيه بالخبر ففعل.

بشائر الغنيمة وذات أنواط

وفي ذات عشية، جاء فارس إلى النبي ﷺ فقال: إني طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم، فتبسم النبي ﷺ وقال: تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله، وكان أنس بن مثرد الغنوي قد تطوع للحراسة تلك الليلة.


أثناء سير الجيش إلى حنين، رأوا سدرة خضراء عظيمة يقال لها ذات أنواط، كانت العرب تعلق عليها أسلحتهم ويذبحون عندها، و يعكفون، فقال البعض للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم أنواط، فقال النبي ﷺ: "الله أكبر، قلتم والذي نفس محمدٍ بيده كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون، إنها السُنن، لتركبن سنن من كان قبلكم."

وادي حنين: أرض المعركة

كانت غزوة حنين في وادي يقال له حنين، وكان مالك بن عوف قد سبق المسلمين إليه ليلة المعركة، وفرق كتائب في الطرق والمداخل والشعاب والأخباء والمضايق، وأمر الجنود أن يرشقوا المسلمين ثم يشدوا عليهم شدة رجل واحد.

تعبئة جيش المسلمين

وفي السَحَر، عبأ رسول الله ﷺ الجيش وعقد الألوية والرايات وفرقها على الناس، وقبل انبلاج الفجر استقبل المسلمون وادي حنين وفي المقدمة خالد بن الوليد بالخيالة وبنو سليم ثم باقي الجيش في صفوف منظمة. 

مباغتة المسلمين وتفرقهم

 وصل المسلمون إلى وادي حنين وهم لا يدرون ما كاد لهم العدو، وفي بداية القتال  تراجعت طلائع هوازن أمام تقدم المسلمين تركين وراءهم الغنائم.


فأقبل الجند على الغنائم ظانين أنهم انتصروا على هوازن، فما لبثوا إلا وانهالت عليهم النبال، ثم شدوا على المسلمين شدة رجل واحد وتراجع المسلمون وتفرقوا، وكانت هزيمة منكرة.


فانكشفت خيالة المسلمين ثم المشاة، وفر الطلقاء والأعراب ولم يثبت مع النبي إلا قلة قليلة.

ثبات وشجاعة النبي ﷺ

انحاز النبي صلى الله عليه وسلم جهة اليمين، وهو يقول: "هلموا إلى أيها الناس، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله" ولم يبق معه إلا نفر من أهل بيته.


وهنا ظهرت شجاعة النبي التي لا مثيل لها لما أخذ يركز بغلته تجاه الكفار وهو يقول:

أنـــــــا النـــبـــــي لا كــــذب أنــــا بـــن عـــبـــد الـــمـُــطـــلــب

إلا أن سفيان بن الحارث والعباس أمسكا لجام البغلة وركابها، يكُفَّانها أن لا تُسرع، ونزل رسول الله ﷺ وقال: اللهم أنزل نصرك.

عودة المسلمين لأرض المعركة

أمر النبي ﷺ عمه العباس - وكان جهوري الصوت - أن ينادي الصحابة، فقال العباس بأعلى صوته: أين أصحاب السمرة؟ فقالوا لبيك، لبيك.


وتلاحق النداء على كتائب المسلمين وعادوا كتيبة تلو الأخرى، وتجالد الفريقان مجالدة شديدة، ونظر النبي ﷺ إلى ساحة المعركة وقد احتدمت وقال: "الآن حمي الوطيس."

قبضة النصر

 ثم أخذ قبضة من تراب الأرض ورمي بها القوم وقال: "شاهت الوجوه، فما خلق الله انساناً إلا ملأ عينيه تراباً من قبضة النبي ﷺ.

وما هي إلا سويعات قليلة بعد رمي النبي ﷺ تلك القبضة إلا وانكسر العدو وانهزم هزيمة مُنكرة، وقُتل من ثقيف وحدها ما يقارب السبعين.

حركة المطاردة

لما انهزم العدو، تفرق جمعه وفرت طائفة منهم إلى الطائف، وطائفة إلى نخلة، وطائفة إلى أوطاس.


فأرسل النبي ﷺ إلى أوطاس كتيبة بقيادة أبو عامر الأشعري، فتناوش الفريقان، ثم انهزم جيش المشركين، وقُتل أبو عامر في هذه المعركة.


وكتيبة أُخرى من الفرسان خرجت إلى نخلة وطاردت من فر إلى هناك وهزموهم، وقُتل فيها دريد بن الصمة.


أما من فر إلى الطائف، فتوجه لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد تقسيم غنائم غزوة حنين على المسلمين.

غنائم غزوة حُنين

غنم المسلمون غنيمة عظيمة من تلك الغزوة ومما ذُكر فيها:

  1. السبي ستة آلاف رأس.
  2. الإبل أربعة وعشرون ألفاً.
  3. الغنم: أكثر من أربعين ألفاً.
  4. أربعة آلاف أوقية فضة، أمر النبي ﷺ بحبسها في الجعرانة وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري، ولم يوزعها حتى عاد من غزوة الطائف.

وكان في سبي غزوة حنين الشيماء بنت الحارث السعدية، أخت النبي ﷺ في الرضاعة، فلما جيء بها عرفت نفسها للنبي ﷺ فأكرمها ومنَّ عليها ثم ردها إلى قومها.

لن نُغلب من قلة

مما أخرج البيهقي: أن رجلاً يوم غزوة حنين قال: لن نغلب من قلة؟ وكانوا اثني عشر ألفاً رجلاً، فشق ذلك على النبي ﷺ، فأنزل اللّه: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ…} الآية.

ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئاً، فقد ولوا مدبرين إلا القليل منهم مع الرسول ﷺ، ثم أنزل اللّه نصره وتأييده على رسوله وعلى المؤمنين معه، ليعلمهم أن النصر من عنده تعالى وحده، وبإمداده، وإن قل الجمع {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} 

دروس وعبر من غزوة حنين

  1. عدم الاستعجال على الغنيمة وترك المعركة كما فعل بعض الصحابة في غزوة حنين
  2. كان رسول الله ﷺ يركب بغلته في المعركة رغم امتلاكه للخيل، وفي ذلك ترسيخ لفكرة الصمود في أذهان المسلمين، إذا أن البغلة لا تصلح للكر والفر ولا الإدبار، خلافاً للخيل.
  3. استشهد من المسلمين أربعة وأصيب الكثير منهم أبو بكر وعمر وعثمان، وقُتل من هوازن وغيرها أعداد ضخمة في جولات القتال.
  4. إكرام النبي ﷺ أختَه من الرضاعة عملاً بالمعروف.

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات