google-site-verification=pldzXERVkRfohJzamPFn1JRr1tjnm-gPAdZYwOPSc-Y فتح مكة… أروع مثل في العفو

القائمة الرئيسية

الصفحات

 

فتح مكة,مكة,غزوة,قصة فتح مكة,فتح,فتح مكة خالد بن الوليد,غزوة فتح مكة اسبابها ونتائجها,قصة خالد بن الوليد في فتح مكة,أحداث فتح مكة,نتائج فتح مكة,متى وقع فتح مكة,فتح مكة للاطفال,حدث فتح مكة المكرمة,محمد يدخل مكة,غزوات,مكة المكرمة,النبي يدخل مكة,الرسول يدخل مكة,غزوات الرسول,الفتح المبين,الفتح الأعظم

غزوة فتح مكة

قال ابن القيم رحمه الله: هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين، واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين، من أيدي الكفار والمشركين، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وأشرق به وجه الأرض ضياءاً وابتهاجاً.

سبب فتح مكة

كان من بنود صلح الحديبية بين المسلمين ومشركي مكة أن من أحب أن يدخل في عقد محمد ﷺ وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عهد قريش وعهدهم دخل فيه، وأن القبيلة التي تنضم لأي من الفريفين تعتبر جزءاً من هذا الفريق فأي عدوان عليها عدوان على الفريق.


وكان خُزاعة قد دخلت في عهد الرسول ﷺ ودخلت بنو بكر في عهد قريش، فغار بنو بكر على خزاعة بعون من قريش بالسلاح، وأحدثوا فيهم مقتلة كبيرة، فأسرع عمرو بن سالم الخزاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصر به، فقال الرسول ﷺ: "نصرت يا عمرو بن سالم" ثم عرضت له سحابة من السماء فقال: "إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب.

أبو سفيان يخرج إلى المدينة

أحست قريش بالخطر الذي أوقعت نفسها فيها بنصرها لبني بكر على خُزاعة، وخرج أبو سفيان إلى المدينة يُجدد الصلح مع المسلمين.


دخل أبو سفيان المدينة على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب يجلس على فراش رسول الله ﷺ طوته عنه، فقال: يا بنية، أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله ﷺ وأنت رجل مشركٌ نجس. قال: والله لقد أصابك بعدي شر.


ثم خرج فأتي رسول الله ﷺ فكلمه فلم يرد عليه، فأتي أبا بكر فكلمه أن يُكلم رسول الله ﷺ فقال: ما أنا بفاعل، فذهب إلى عمر بن الخطاب فكلمه، فقال: أأنا أشفع لكم إلى رسول الله ﷺ؟ فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به.


ثم جاء إلى علي بن أبي طالب وعنده فاطمة والحسن غلام يدب بين يديهما، فقال: يا علي، إنك أمس القوم بي رحمة وإني قد جئت في حاجة، فلا أرجعن كما جئت خائباً، اشفع لي إلى مُحمد. فقال علي: ويحك يا أبا سفيان، لقد عزم رسول الله ﷺ على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه.


فالتفت إلى فاطمة فقال: هل لك أن تأمري ابنك هذا فيجير بين الناس، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ قالت: والله ما يبلغ ابني ذاك أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله ﷺ.


ولما ألح على علي بن أبي طالب أن ينصحه، اقترح عليه أن يجير بين الناس ثم يعود إلى مكة، فذهب إلى المسجد فنادى: أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره وانطلق إلى مكة خائباً ولم يلقى استجابة.

الاستعداد للغزوة والتخفي

أمر رسول الله ﷺ المسلمين أن يتجهزوا وأعلمهم أنه سائر لفتح مكة وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها.


وإمعاناً في التخفي، أرسل رسول الله ﷺ سرية من ثمانية رجال إلى بطن إضم، ليظن الظان أن الرسول ﷺ متوجه إلى هناك، ويبلغ الناس خبر هذه السرية، حتى إذا وصلت إلى المكان الذي أُمرت به، بلغها أن النبي ﷺ خرج إلى مكة فتلحقه.

خطاب حاطب بن أبي بلتعة

كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله  من الأمر في فتح مكة.، ثم أعطاه امرأة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشاً، فجعلته في رأسها، ثم فتلت عليه قرونها، ثم خرجت به‏.‏


وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما قام به حاطب، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام، فقال‏:‏ "أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب إلى قريش، يحذرهم ما قد أجمعنا له من أمرهم‏".‏


فخرجا حتى أدركاها بالحليفة، فاستنزلاها، فالتمساه في رحلها، فلم يجدا فيه شيئاً‏، فقال علي‏:‏ إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك‏، فلما رأت الجد منه قالت‏:‏ أعرض، فأعرض، فحلت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منها، فدفعته إليه‏.‏


فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله ﷺ حاطباً، فقال‏:‏ ‏"يا حاطب ما حملك على هذا ‏؟"، فقال‏:‏ يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله ما غيرت ولا بدلت، ولكنني كنت امرءاً ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل، فصانعتهم عليهم‏.‏

فقال عمر بن الخطاب‏:‏ يا رسول الله دعني أضرب عنقه فإن الرجل قد نافق‏.‏


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال‏:‏ اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‏".‏


وأنزل الله في حاطب‏:‏ ‏"‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏

تحرك جيش المسلمين لفتح مكة

خرج جيش المسلمين من المدينة لفتح مكة في رمضان من العام الثامن للهجرة.


كان عدد جيش المسلمين عشرة آلاف مقاتل، واستخلف رسول الله ﷺ على المدينة أبا رهم الغفاري.


نزل الجيش المسلمين بمر الظهران وأفطروا هناك، وأمر النبي ﷺ الجيش أن يوقد النيران، فأوقدوا عشرة آلاف شُعلة.


جعل رسول الله ﷺ على حرس المُعسكر عمر بن الخطاب.

أبو سفيان بين يدي النبي ﷺ

ركب العباس بن عبد المطلب بغلة النبي ﷺ البيضاء وخرج يلتمس لعله يجد من قريش من يُخبره أن يخرجوا يستأمنوا رسول الله ﷺ قبل فتح مكة، فوجد أبو سفيان ومعه رجلان من قريش، فقال له العباس: هذا رسول الله ﷺ في الناس، واصباح قريش والله. فقال أبو سفيان: فما الحيلة، فداك أبي وأمي. قال العباس: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب على عجز البغلة، حتى آتي بك النبي ﷺ واستأمنه لك، فركب.


فلما وصل المُعسكر ورآه عمر بن الخطاب، قال: أبو سفيان؟ عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد إلى رسول الله ﷺ وسبقت البغلة إلى النبي ﷺ، ودخل عليه عمر فقال: يا رسول الله، هذا أبو سفيان، دعني أضرب عنقه، فقال العباس: إني قد أجرته، فقال النبي ﷺ اذهب به  يا عباس إلى رحلك فإذا كان الصباح فأتني به.


أتي به العباس في الصباح، فقال له النبي ﷺ: "ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ قال: فداك أبي وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئاً بعد.


قال النبي ﷺ: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال: أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيئاً.


فقال له العباس ويحك أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، قبل أن تُضرب عنقك، فأسلم وشهد شهادة الحق.


فقال رسول الله ﷺ: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن".

عودة أبو سفيان لمكة

رجع أبو سفيان يحذر قريشاً من الجيش لقادم لفتح مكة وصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبو سفيان فهو آمن. قالوا وما تُغني عنا دارك؟ قال من أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن. 


فأسرع الناس إلى بيوتهم وإلى المسجد الحرام، عدا نفر من سفهاء قريش تحت قيادة عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية، وقال القوم: فإن كان لقريش شيء كنا معهم، وإن أُصيبوا أعطينا الذي سئلنا. 

فتح مكة

تحرك الجيش من مر الظهران متجها إلى مكة، وجعل الميمنة لخالد بن الوليد وأمره أن يدخل مكة من أسفلها وقال: إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصداً.


وجعل الميسرة للزبير بن العوام، وكان معه راية الرسول ﷺ، فأمره أن يدخل مكة من أعلاها ويغرز الراية بالحجون ولا يبرح حتى يأتيه.


وكان أبو عبيدة بن الجراح على رأس الرجالة والحسر، وهم من لا سلاح معهم، فأمره ﷺ أن يأخذ بطن الوادي.


حدثت مناوشات في جبهة خالد بن الوليد مع من تجمع من قريش وأصابوا منهم حتى فروا هاربين، ولم يحدث قتال في باقي الجبهات.

الرسول ﷺ في الحرم

 دخل رسول الله صلى  الله عليه وسلم البيت الحرام وأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه، ثم طاف بالبيت على راحلته، وأخذ يُحطم  في الأصنام المحيطة بالكعبة وعددها ثلاثمائة وستون صنماً.


ولما أكمل طوافه ولم يكن محرماً، دعا عثمان بن طلحة، وأخذ منه مفتاح الكعبة، ودخل هو وأسامة وبلال وأغلق الباب، فصلى داخل الكعبة ركعتين، ثم دار في البيت وكبر في نواحيه، ووحد الله، ثم فتح الباب.


وكانت قريش قد توافدت عند الكعبة صفوفاً ينظرون ما يفعل بهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأمسك ﷺ  بعضادتي الباب وهم تحته فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها.


يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"


ثم قال: يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: "لا تثريب عليكم اليوم" اذهبوا فأنتم الطلقاء.


وضرب لنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع المثل فى العفو






هل اعجبك الموضوع :

تعليقات