google-site-verification=pldzXERVkRfohJzamPFn1JRr1tjnm-gPAdZYwOPSc-Y غزوة مؤتة دروس وعبر

القائمة الرئيسية

الصفحات

 

غزوة مؤتة,قصة غزوة مؤتة,غزوة,غزوة مؤتة مسلسل عمر,مؤتة,غزوة مؤتة خالد بن الوليد,معركة مؤتة,شرح غزوة مؤتة,سبب غزوة مؤتة,سرية غزوة مؤتة,موقع غزوة مؤتة,غزوة مؤتة للاطفال,غزوة مؤتة دروس وعبر,غزوة مؤتة قصة الاسلام,سرية مؤتة,مؤتة غزوة ام معركة,غزوة تبوك,غزوة موتة,غزوة موته,قرية مؤتة,حرب مؤتة,غزوة أحد,قصة معركة مؤتة,معركة مؤتة كاملة,غزوات الرسول,غزوات,مؤتة خالد بن الوليد

غزوة مؤتة دروس وعبر

تُعد معركة مؤتة هي أكبر لقاء مُثخن، وأعظم حرب خاضها المسلمون في حياة الرسول ﷺ، وكانت هي المقدمة والتمهيد لفتح بلاد النصارى.

ومُؤتة هي قرية بأدنى البلقاء في الشام.

سبب غزوة مؤتة

أرسل رسول الله ﷺ الحارث بن عُمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بُصرى، فعرض له شُرحبيل بن عمرو الغساني، وكان عاملاً لقيصر على البلقاء، فأوثقه رباطاً ثم ضرب عنقة.


فلما بلغ ذلك رسول الله ﷺ غضب غضباً شديداً، إذ أن قتل الرُسل من أشنع الجرائم وهو إعلان للحرب كذلك، فجهز النبي ﷺ لقتال الروم جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مُقاتل، وهو أكبر جيش إسلامي مُنذ غزوة الأحزاب حيث بلغ عدد الجيش وقتها نفس هذا العدد.

متى وقعت غزوة مؤتة

وقعت غزوة مؤتة في جُمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة.

أُمراء الجيش ووصية الرسول ﷺ

أمَّر رسول الله ﷺ على الجيش زيد بن حارثة وقال: "إن قُتل زيد، فجعفر، وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة"، وجعل لهم لواءاً أبيضاً، وأعطاه لزيد بن حارثة.


فكان أمراء الجيش ثلاثة على الترتيب وهم:

  1. زيد بن حارثة.
  2. جعفر بن أبي طالب.
  3. عبدُ الله بن رواحة.


و أوصاهم رسول الله ﷺ أن يدعوا مَنْ هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم، وقال لهم: "اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغيروا، ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا مُنعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجراً، ولا تهدموا بناءاً."

خروج جيش المسلمين وبكاء عبد الله بن رواحة

لما تهيأ الجيش واستعد للخروج، حضر الناس ودعوا أمراء الجيش وسلموا عليهم وودعوهم، وحينئذ بكى عبد الله بن رواحة، فقالوا: ما يُبكي؟، فقال: أما والله ما بي حبُ الدنيا، ولا صَبَابَةً بِكُم، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقرأ آية من كتاب الله وذكر فيها النار: "وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً" فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟


فقال المسلمون مودعين الجيش: صحبكم الله بالسلامة، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين غانمين.

فقال عبد الله بن رواحة:

         ولكنني اسأل الرحمن مغفرة      ﮶      وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا

     أو طعنة بيدي حران مجهزة      ﮶      بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا

        حتى يقال إذا مروا على جدثي    ﮶      أرشده الله من غاز، وقد رشدا


ثم خرج الجيش، وخرج رسول الله ﷺ مُشيعاً لهم حتى بلغ ثنية الوداع، فوقف وودعهم.

تحرك الجيش وخبر مُباغت

واصل جيش المسلمين سيره، ولما بلغ معان جاءته أخبار أن هرقل نزل بالبلقاء على رأس مائة ألف مقاتل ولحق بهم من من لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلي مائة ألف مقاتل آخرين، أي اجتمع للمسلمين مائتي ألف مقاتل.


لم يكن المسلمون قد أدخلوا في حساباتهم هذا العدد الضخم الذي سوف يواجهونه.

مجلس استشاري للمسلمين

وقف المسلمون بأرض معاه ليتشاوروا فيما بينهم، ماذا يفعلون أمام هذا الجيش العرمرم؟ أشار بعضهم بمراسلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لإخباره بذلك وينتظرون ما يأمرهم به، فقام عبد الله بن رواحة وشجع الناس قائلاً: "يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي إحدى الحُسنيين، إما ظُهور وإما شهادة." واستقر الرأي على ما دعا إليه عبد الله بن رواحة.

مواصلة التحرك

بعد أن قضى الجيش ليلتين في معان يتشاورون فيما بينهم، واصلوا التحرك إلى أرض العدو، حتى لقيتهم جموع العدو بقرية من قُرى البلقاء يقال لها "مشارف"، ونزل المسلمون مؤتة وعسكروا هناك، وتجهزوا للقتال، فجعلوا على الميمنة قطبة بن قتادة العذري، وعلى الميسرة عبادة بن مالك الأنصاري.

بداية القتال

في مؤتة، التقى الفريقان، وبدأ القتال العصيب بين أهل الحق وأهل الباطل، ثلاثة آلاف في مواجهة مائتي ألف.


أخذ زيد بن حارثة - حب رسول الله ﷺ - الراية وانطلق يقاتل بضراوة وبسالة لا نظير لها، فلم يزل يُقاتل حتى سقط شهيداً.


تسلم الراية من بعده جعفر بن أبي طالب - بن عم رسول الله ﷺ - وقاتل قتالاً ضارياً حتى إذا أرهقه القتال، نزل عن فرسه الشقراء فعقرها، ثُم قاتل حتى قُطعت يمينه، فأخذ الراية بشماله فقاتل حتى قُطعت هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه ولم يزل رافعاً إياها حتى سقط شهيداً هو الآخر، وأثابه الله تعالى بجناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء، لذلك سُمي بجعفر الطيار، أو جعفر ذي الجناحين.


أخذ عبد الله بن رواحة الراية بعد استشهاد جعفر، وتقدم وهو على فرسه فلم يزل يُقاتل ببسالة حتى استُشهد.

سيف من سيوف الله

لما سقط الشهداء الثلاثة قادة الجيش، تقدم ثابت بن أرقم وأخذ الراية، وقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم. قالوا:  أنت. قال: ما أنا بفاعل, فاصطلح الناس على خالد بن الوليد " سيف الله المسلول".


أخذ خالد الراية وقاتل بشدة حتى روي أنه كسر في يده تسعة أسياف، وما بقى في يده إلا صفيحة يمانية.

الوحي ينزل في المدينة بخبر المعركة

كان رسول الله ﷺ يوم مؤتة يُخبر أصحابه بما يجري بأرض المعركة قائلاً: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب -وعيناه ﷺ تذرفان-  حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم."

نهاية القتال في غزوة مؤتة

مع الشجاعة العجيبة والبسالة المتناهية للمسلمين في هذه المعركة، كان مستغرباً جداً أن يصمد هذا الجيش الصغير أمام الحشد الكبير للعدو، فقد نجح خالد بن الوليد في الصمود بالجيش طوال النهار في اليوم الأول من القتال في غزوة مؤتة.


كان خالد بن الوليد يفكر يفكر في خدعة ومكيدة حربية تلقي الرعب في قلوب الرومان، فما كان منه في اليوم التالي إلا أن بدل أوضاع الجيش فجعل مقدمة الجيش في المؤخرة وجعل الميمنة ميسرة، فلما كان القتال أنكر الروم ذلك وظنوا أن مدداً للمسلمين قد جاء بالليل، ومع المناوشات بين الجيشين لمدة قصيرة، ظل خالد بن الوليد يتراجع بالجيش محافظاً على تشكيله ثابتاً، ظن الروم أنه يكيد لهم شيئاً وخشوا أن يرمي بهم في الصحراء، ولم يفكروا بمطاردة المسلمين.


وبذلك نجح خالد بن الوليد بالنجاة بالجيش من هذه المعركة الطاحنة.

نتائج غزوة مؤتة

  • استشهد من المسلمين اثنا عشر رجلاً فقط ولم يُعرف عدد قتلى الروم ولكن من تفاصيل المعركة يتضح أن العدد كبير.
  • نجا خالد بن الوليد بالجيش بدون خسائر تُذكر بالنظر لحجم المعركة.
  • نال المسلمون سمعة كبيرة بين العرب بصمودهم أمام أعظم قوة على وجه الأرض وقتها وهم الروم، حيث صمد المسلمون في غزوة مؤتة بثلاثة آلاف مُقاتل أمام جيش هائل، ما يدل على أن المسلمين قوم من طراز آخر، قومٌ مؤيدون بنصر من عند الله، وعلى إثر ذلك أسلم كثير من القبائل مثل: بنو سليم وأشجع وغطفان وذبيان وفزارة.
  • كسر حاجز الخوف عند العرب من الرومان، والتخفيف من هيبتهم.

غزوة مؤتة دروس وعبر

قدمت لنا غزوة مؤتة دروس وعبر كثيرة لعل من أبرزها:
  • حرص صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم على طلب الشهادة.
  • العبرة في القتال بالأخذ بالأسباب وطلب النصر من الله، لا بالعدد ولا بالعتاد.
  • إقرار مبدأ الشورى بين المسلمين.
  • شجاعة خالد بن الوليد وذكاءه في إنقاذ الجيش.

    هل اعجبك الموضوع :

    تعليقات