google-site-verification=pldzXERVkRfohJzamPFn1JRr1tjnm-gPAdZYwOPSc-Y غزوة تبوك… آخر مغازي الرسول ﷺ

القائمة الرئيسية

الصفحات

غزوة تبوك,قصة غزوة تبوك,تبوك,غزوة,غزوة تبوك كاملة,تاريخ غزوة تبوك,أسباب غزوة تبوك,غزوة تبوك ووفاة النبي,على خطى الحبيب غزوة تبوك,غزوة مؤتة,غزوة أحد,غزوة العسرة,الغزوة الفاضحة,غزوات الرسول,أخر غزوات الرسول,غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم,الغزوات,النبوية,السيرة النبوية

غزوة تبوك… آخر مغازي الرسول ﷺ

سبب غزوة تبوك

لما اصطدم المسلمين بالروم في غزوة مؤتة، والأثر الذي ترتب على ذلك من رفع الروح المعنوية للمسلمين كونهم صمدوا أمام هذا الجيش الهائل لأقوى امبراطورية في ذلك الوقت؛ لم يُرد قيصر أن يدوم هذا النصر المعنوى طويلاً وقرر تجهيز جيش من الرومان والغساسنة العرب للقضاء على المسلمين الذين صاروا يشكلون خطراً جديداً على دولته.

متى وقعت غزوة تبوك؟

وقعت غزوة تبوك في شهر رجب من السنة التاسعة بعد الهجرة، وهي آخر غزوة للرسول ﷺ.

أخبار جيش الرومان وغسَّان

بلغ المسلمون خبر تحرك جيش الرومان والغساسنة عن طريق الأنباط الذين يقدمون بالزيت من الشام للمدينة؛ وكان هرقل قد جمع جيشاً عرمرماً قوامه أربعون ألف مقاتل بتشكل بعضه من قبائل العرب، وكانوا قد وصلوا البلقاء وهو ما يشكل خطر كبير على المسلمين يوجب الخروج من المدينة للقائهم بشكل مباشر.

استعداد المسلمين لغزوة تبوك

  • وصلت أخبار الروم إلى الرسول ﷺ في وقت صيف أجدبت في الأرض، واشتد فيه الحر، وقل فيه الماء، مما جعل الموقف صعب بالنسبة للمسلمين، وكلن لم يكن هناك خيار غير الخروج لمواجهة الروم

  • فبدأ النبي ﷺ بإبلاغ قبائل العرب المجاورة وأهل مكة استعداداً للحرب، وقد حث الرسول الصحابة على الإنفاق في هذه الغزوة لبُعدها، وكثرة المشاركين فيها، ووعد المنفقين بالأجر العظيم من الله وكان عثمان رضي الله عنه الأكثر إنفاقاً في هذه الغزوة.

الرسول ﷺ يقرر القيام بإقدام حاسم

  • كانت نظرة الرسول ﷺ للأمور نظرة دقيقة حكيمة، فقد كان يرى أنه لو تواني المسلمون عن الخروج لقتال الروم، وتركوهم يزحفون داخل أراضي الدولة الإسلامية؛ كان له أسوأ أثر على الدعوة الإسلامية وعلى السُمعة العسكرية للمسلمين، فالجاهلية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة بعدما لقيت الضربة الحاسمة في حُنين ستحيا مرة أُخرى، واليهود الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر بحناجرهم من الخلف، كل هذا إضافة لتوغل الروم في أراضي المسلمين سيكون كافياً لتذهب مكاسب المسلمين السابقة كلها سُدى.

  • وكان رسول الله ﷺ يعرف ذلك جيداً، ولذلك قرر القيام - رغم العُسرة والشدة - بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان في حدودهم ولا ينتظرونهم حتى يزحفوا لدار الإسلام.

إنفاق عثمان على تجهيز الجيش

  • وقد حدثنا عبد الرحمن بن حباب عن نفقة عثمان حيث قال: "شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله، عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان، فقال: يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله، عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيت رسول الله ينزل عن المنبر وهو يقول: ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه".

  • وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهما قال: "جاء عثمان بن عفان إلى النبي بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي جيش العسرة، قال: فجعل النبي يقلبها بيده ويقول: "ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم -يرددها مرارًا".

تحرك جيش المسلمين إلى تبوك

  • خرج جيش المسلمين من المدينة واستعمل الرسول ﷺ محمد بن مسلمة الأنصارى على المدينة، وخلّف على أهله علي بن أبي طالب وأمره بالإقامة فيهم.

  • وكان اتجاه جيش المسلمين إلى تبوك، وهم لم يسبق لهم أن يخرجوا في هذا الجمع الكبير، فقد بلغ عدد الجيش ذلك اليوم ثلاثين ألف مقاتل، ومع الكم الكبير الذي أنفقوه على تجهيز الجيش إلا أنه لم يكن كافيا، فكان من صعوبة الأمر أن كل ثمانية عشر رجلاً يتبعون بعيراً واحدا، وكانوا يأكلون من أوراق الشجر، ولهذا سُمي الجيش بجيش العُسرة.

  • ولما قرب الجيش من تبوك، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه فيما يرويه معاذ بن جبل: "إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي" فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك، تبض، بشيء من ماء، فسألهما رسول الله : "هل مَسَسْتُما من مائها شيئا؟" قالا: نعم، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلاً حتى اجتمع في شيء، وغسل رسول الله فيه يديه ووجهه، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر حتى استقى الناس. 

  • وقد قال رسول الله لمعاذ بن جبل: "يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانًا".

جيش المسلمين في تبوك

  • نزل المسلمون أرض تبوك فعسكروا هناك وهم مستعدون للقاء جيش العدو، ووقف الرسول صلى الله عليه وسلم خطيباً في الجيش، وخطب خطبة بليغة أتي فيها بجوامع الكلم، وحض على خير الدنيا والآخرة وحذر وأنذر، وبشر وأبشر، حتى رفع معنوياتهم.

  • ولما علم جيش الرومان وحلفائهم بزحف جيش كبير من المسلمين إليهم دبّ فيهم الرعب وتفرقوا ولم يتجرأوا على قتال المسلمين، لما لهم من سمعة عسكرية قوية.

العودة من تبوك للمدينه

  • عاد جيش المسلمين إلى المدينة مظفرين منصورين، وكفى الله المؤمنين القتال.

  • وفي طريق العودة حاول نفر من المنافقين عددهم اثنا عشر رجلاً - وقد تلثموا - أن يغتالوا النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان معه إلا عمار وحذيفة بن اليمان يقودون ناقته، ولما هجم المنافقون من ورائهم، ضرب حُذيفه وجوه رواحلهم بمحجن كان معه وقذف الله فيهم الرعب فرجعوا، وأخبر الرسولُ ﷺ حُذيفةَ بأسمائهم ولذلك عُرف بأنه "صاحب سر رسول الله".

  • ولما لاحت معالم المدينة للنبي صلى الله عليه وسلم من بعيد قال: "هذه طلة، وهذا أُحُد، جبلٌ يحبنا ونحبه، وتسامع الناس بمقدمه فخرج النساء والأطفال باستقبال الجيش المنتصر فرحين.

  • واستغرقت آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم خمسين يوماً، منها عشرين يوماً في تبوك.

المُخلَّفون

  • لما دخل النبي ﷺ المدينة بدأ بالمسجد فصلى لله ركعتين وجاءه المنافقون يعتذرون إليه بأعذارٍ شتَّى، فقبل منهم علانيتهم وبايعهم ووكل سرائرهم إلى الله.

  • أما الثلاثة الصادقون وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أُميَّة، أمر رسول الله ﷺ الصحابة أن يقاطعوهم أربعين يوماً، وزيد عليها عشراً بينهم وبين نسائهم فكانت عليهم خمسين يوماً، ولما انقضت المدة فرح الثلاثة فرحاً لا يُقاس مداه وغايته، قال تعالى: "وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".

  • وأما من حبسهم العُذر عن الخروج، فنزل فيهم قول الله تعالى: "لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".

نتائج الغزوة

  • أدرك العرب أنه ليس لقوة بعد الآن أن تحيا في أرضهم إلا قوة الإسلام.

  • استكان المنافقون بعد هذه الغزوة للأمر الواقع الذي لا مفر منه وهو رسوخ قدم الإسلام بشكل كامل، وأمر الله المؤمنين بالتشديد عليهم فلا تهاون معهم و لا عفو، ولا تُقبل صدقاتهم ولا يُصلى عليهم ولا يُستغفر لهم، وغير ذلك من عقاب الله لهم.

  • توافدت قبائل العرب إلى رسول الله ﷺ بعد الغزوة أكثر من ذي قبل.

  • نزول عدة آيات من سورة براءة في ذكر ظروف الغزوة، وفضح المنافقين، وقبول توبة المؤمنين الصادقين.

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات